هكذا سقطت أول نقطة قوية من حصون خط بارليف ؟!!

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
الرئاسة الفلسطينية: نرحب بإجراءات «العدل الدولية» بشأن حماية شعبنا من الإبادة الجماعية روقا: الزمالك جاهز لحصد اللقب الأفريقي ”أبو الغيط”: ”الدولة الفلسطينية” مسألة وقت وقمة البحرين طرحت استضافة مؤتمر دولي عن القضية نهائي دوري أبطال أفريقيا.. الشحات: مواجهة الترجي صعبة وجاهزون للتتويج باللقب أحمد حمدي: أتمنى أن تكون الكونفدرالية أول ألقابي مع الزمالك ”الأرصاد” تعلن موعد انتهاء الموجة الحارة.. وتوجه نصائح للمواطنين حماس تدعو الدول العربية لاتخاذ إجراءات تجبر الاحتلال على إنهاء الحرب أبو الغيط: إسرائيل عرضت نفسها لمأزق كشف عن عدوانية غير مسبوقة حزب ”المصريين”: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية جرس إنذار للعالم بخطورة الأوضاع في غزة رسميًا.. نهاية موسم حارس مانشستر سيتي للإصابة جنوب أفريقيا تطلب من ”العدل الدولية” أمر إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة بيان عاجل لوزير البترول بشأن تعيينات الشباب في الشركات

كتاب الادب

 هكذا سقطت أول نقطة قوية من حصون خط بارليف ؟!!

منصور شاهين
منصور شاهين

يحكي جندي مجند عبد الفتاح شاهين. فيقول في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهر، يوم السبت السادس من اكتوبر عام 1973.. المكان: أحد قطاعات الجبهة الغربية من مدينة السويس.تقدم بنا قائد التشكيل المرابط في هذه المنطقة إلي نقطة ملاحظه مصريه تطل مباشره على مياه قناة السويس..صمت ثقيل.

ولكن المقاتلون يقفون في أتم درجة الاستعداد القصوى ،لكنهم مختفون تماما عن أنظار العدو،ووسائل استطلاعه.ومن خلال المنظار المكبر وبالعين المجرده ألقي قائد التشكيل نظرة على الجانب الآخر فوق برج الملاحظة بالمنطقة ١٤٦ حيث يقف أحد جنود العدو مكانه قبل بداية المغركة بدقائق.

فنشاهد عربه نصف جنزير تتحرك بين النقط وبعضها.. دورية أمنية متحركه.ثم توقفت في المنطقة بمدفع رشاش ،قرب السيارة جلس جنديان تحت مظلة من الخيش أحدهما يقرأ في مجله.ظهر كل شيء من المنظار.بجوارهما راديو مفتوح..حوالي الساعه الثانيه الا ثلث..تحركت السيارة نصف جنزير ،واتجهت إلي النقطه القوية ١٤٦لاستلام وجبة الغذاء أو تغيير بعض الأفراد ، حيث توقفت العربه شمال النقطه بمسافة ٢٠٠متر تقريباً قبل بداية الهجوم بقليل.
مرقت الطائرات المقاتلة القاذفه المصرية ، فنظر الجندي الواقف في برج المراقبة إلي أعلي ، محاولا تتبع الطائرات المتجهه إلي عمق سيناءن لتنطلق معها رصاصة من أحد جنودنا فسقط جندي الملاحظة الإسرائيلي.. وبدأ التمهيد النيراني للاقتحام في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ،.ثم بدات ملحة العبور .... في تمام الساعه الثانيه وعشرين دقيقة.

حيث بدأت الموجات الأولي في عبور القناه..وكانت أهم خطوة هنا ، هو الاندفاع بأقصي سرعة إلي داخل عمق سيناء ،وكانت هناك مجموعتان من مرابض الدبابات ، الأولي على مسافة ٥٠٠متر،٦٠٠مترمن ضفة القناه، والثانية أبعد من الاولى ، تقدمت أربع مجموعات اقتناص، وعبرت القناه. كان الرجال بقيادة الجندي عبد الفتاح شاهين...قد نجحوا في احتلال المجموعة الأولى من مرابض الدبابات.واستمر الرجال في النزول إلى القوارب.

والوصول إلى الضفة الشرقية ،ثم تسلق السواتر، وتركيب سلالم الحبال، لتامين الأسلحة الخفيفة.. حيث بدأ العدو تدخله بنيران الرشاشات الكثيفة أثناء رجوع القوارب لتحمل الموجات الأخري من الجنود، فاضطربت بعض القوارب في المياه نتيجة سقوط بعض الدانات القريبة كان المفروض أن تحمل بعض المدافع المضادة للدبابات تزايدت ضربات المدفعية المعادية.

واصبحت أدق تصويبا، نظرا لأن القناة نفسها مدونه عندهم، ثم زمجرت مدفعيتنا لتسكت مدفعية الجيش الإسرائيلي،وعند الساتر الرملي كانت المشكلة أمام صعود المدافع المجرورة علي السلم ، في الحال انبثقت الأفكار ،التي تحل كافة المشكلات، فتم وضع سلمين بجوار بعضهما البعض.ووضع عجله هنا وعجله هناك.

أسرع البعض لتقديم المساعدة في صعود المدافع، ووصل قائد التشكيل إلي الضفه الشرقيه، الذي كان يقلقه وضع المدافع..لكن قوة رجالنا كانت خارقة ونجحت في تذليل كل الصعاب..فكان مشهد العبور مشهدا مرعبا للعدو الاسرائيلي.

وفي تمام الساعه الثالثه توقيت بدء الهجوم على النقطة القوية ١٤٦ المحصنه والتي تكمل خطة نيران خطة العدو الإسرائيلي..وقد توفرت المعلومات لدي المقاتلين المصريين عن هذه النقطة القوية من خلال الصور الجوية واستطلاع الدوريات على الضفة الشرقية.. فالنقطه محاطة بخمس نقاط من الأسلاك ومنطقة اداريه مكسوة بالفلنكات المكعبة التي تتحمل انفجار قنابل زنة الفي رطل.

وكان المقاتل الشهيد البسطويسي مكلفا بمهاجمة هذه المنطقة فقسم وحدته إلي ثلاثة أقسام قسمان كمجموعات تستر هجوم القوة الرئيسية على النقطة وكان الشهيد علي رأس مجموعات الطوارئ الساعه الثالثه وخمس دقائق بدأ اقتحام النطاقات بعد فتح ثغرة بواسطة المدفعية الساعه الثالثه وعشر دقائق كان الشهيد البسطويسي أول مقاتل وصل إلي أعلي مكان فوق المنطقة..

وتم القضاء على النقطة..١٤٦وارتفع فوقها العلم المصرى .. تحيا مصر

بقلم.الاعلامي والكاتب الروائي والمسرحي والقاص

منصور شاهين.



Italian Trulli