السفر قطعة من العذاب

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
قصف عنيف يستهدف مدينة رفح الفلسطينية طرابزون سبور يتأهل لنهائي كأس تركيا وزيرة التعاون الدولي ووزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني يرأسان الاجتماع التحضيري الوزاري للجنة العليا المُشتركة المصرية الأردنية مواعيد مباريات الدور الـ 32 من كأس مصر وكيل وزارة الصحة بالشرقية يجتمع بمديري الإدارات الفنية لمناقشة تطوير الخدمة الطبية بالمستشفيات محافظ الإسكندرية يفتتح المبنى الجديد لشركة بالم سيتي لتوفير فرص عمل لأبناء الثغر وزير الشباب والرياضة يفتتح النسخة الثالثة من القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية نقيب الزراعيين: 35 مليون طن حجم إنتاج مصر من الخضروات والفاكهة سنويا سماع دوي انفجارات قوية في أنحاء متفرقة بمدينة رفح الفلسطينية تشكيل بايرن ميونخ لمواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا إسرائيل للولايات المتحدة: وقف شحن الأسلحة قد يفسد محادثات الرهائن جوميز يعلن قائمة الزمالك لمباراة نهضة بركان في ذهاب نهائي الكونفدرالية

مقالات

السفر قطعة من العذاب

آيات أحمد
آيات أحمد

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ".

يخبر النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في هذه الوصية عن أمر واقع لا شك فيه وهو أن السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، بمعنى أنه يمنع الإنسان عن تناول طعامه في الوقت الذي يريد، وبالقدر الذي يحب، وبالكيفية التي يرضاها في إعداده وتقديمه والمكان الذي يقدم فيه، والشخص الذي يقدمه إليه، والجو الذي يتناوله فيه، إلى غير ذلك مما يحبذه ويرتضيه.

وما يقال في الطعام يقال في الشراب.

وأما النوم فإنه راحة للأبدان وهو لا يتحقق على الوجه الأكمل إلا في بيت الإنسان، وعلى فراشه الخاص وفي الجو المناسب والوقت المناسب وبالقدر المناسب، فكيف يتحقق هذا في السفر.

إذاً فهو حقاً جزء من العذاب الذي يلقاه الإنسان في دنياه، هذا فضلاً عن الشعور بالغربة والبعد عن الأهل والأصحاب والأماكن التي يرتادها في بلدته والجو الذي تعود عليه، إلى غير ذلك من الأشياء التي لها في نفسه ذكريات.

هذا مع شعوره بالخوف من العواقب التي لا تحمد والمخاطر التي لا تؤمن والمتاعب التي يجدها في الانتقال من مكان إلى مكان مهما كانت الوسائل ميسرة ومريحة وسريعة، فإن السفر هو السفر.

ولكن هو أمر لابد منه في يوم من الأيام، وله فوائد كثيرة قد ذكرت بعضها في الحديث السابق.

وأحياناً يكون السفر واجباً، أو ضرورة لابد منها، ولكن ينبغي على الإنسان إذا قضى حاجته أن يعود إلى بلده وأهله كما أوصى الرسول – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –.

قال: "فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ" أي حاجته "فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ"، أي أن الضرورة تقدر بقدرها، فإذا كان فراق الأهل قد رخص فيه للضرورة فليعد إليهم عقب زوالها.

وفي هذه الوصية بر بالمسافر وبر بأهله، والبر جماع الخير كله.

أما المسافر فإنه لو عاد من سفره عقب قضاء حاجته فإنه يريح نفسه من العناء الذي وجده في سفره، وهو عناء مادي ومعنوي.

وربما يكون العناء المعنوي أشد من العناء المادي والمرء في هذا فقيه نفسه.

مهما كان المسافر يحب الأسفار وتعود عليها فخفت عليه متاعبها فإنه لابد أن يجد عناءً ونصباً، وانه حتماً في حاجة إلى بلده وداره وأهله وفراشه، فمن البر بنفسه أن يأخذ بهذه الوصية الرحيمة فيعود إلى أهله دون أن يظلم نفسه بتحمل المزيد من المتاعب وتضييع الوقت فيما لا ينفع



Italian Trulli