التعليم بين الماضي والحاضر

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
بايرن ميونخ يتعرض لخسارة قاسية في الدوري قبل موقعة ريال مدريد الأهلي يكتسح الجونة بثلاثية في الدوري مفاجأة.. أرسنال يجهز عرضًا مغريًا لضم صلاح رونالدو يقود هجوم النصر أمام الوحدة في الدوري السعودي متظاهرون يتجمعون في تل أبيب للدعوة إلى انتخابات جديدة والإفراج عن الرهائن خبير بالمركز المصري للفكر: القضية الفلسطينية هي قضية مصرية بالأساس الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني ريال مدريد يفوز على قادش بثلاثية ويقترب خطوة نحو لقب الليجا إصابة 9 أشخاص من عائلة واحدة بطلقات نارية في مشاجرة بإدفو ”الدفاع البريطانية”: خسائر متوقعة في صفوف الجيش الروسي بعد تجدد الهجوم في شرق أوكرانيا الصحة الفلسطينية: غزة تعيش كارثة صحية غير مسبوقة وستقع إبادة جماعية إذا اجتاح الاحتلال ”رفح” النائبة دينا هلالي: تأسيس اتحاد القبائل العربية يستهدف لم شمل الجبهة الداخلية

مقالات

التعليم بين الماضي والحاضر

د.مصطفي سعيد برسيم
د.مصطفي سعيد برسيم

ان تدبر في مجريات الأحداث داخل الكون تنتهي بنا الى أن هناك نواميس كونيه تحكمها و أنها تدور بين السبب و النتيجه فكما أن تواجد الكون لم يكن صدفه جاءت مجريات الأحداث فيه لا تخضع للصدفه.

فإذا تدبرنا مراحل نمو النبات و للعلم مراحل اى نمو للإنسان أو الحيوان كلها تندرج تحت قانون واحد منظم لتلك العمليه فنجد أن البذره توضع فى الأرض وتسقى بماء فينبت الزرع و يظل يكبر فى الطول و العمق إلى أن تبدا مرحله الاضافه للكون فكما أنها طوال حياتها تأخذ فهناك وقت تعطى أثناء مرحلة الحصاد.

واذا حاولنا استخلاص مسميات تلك المراحل تكون دعائم القانون الكونى الذى يحقق نظريه ميلاد الحياه لتظهر حقيقته، و للتبسيط لما اريد الوصول إليه و هو أن اجابات الاسئله المبهمه و الغامضه على الإنسان موجوده فى الكون ذاته.

و لكن الوصول إليها يحتاج الى الفهم بأعمال العقل ومن لم يستطع فإنه سيصل بهدايه الفطره، و لهذا تزكيه النفس و تطهيرها هو السير فى تنقيه الفطره و استعمال الحواس فى ما قدر لها السير فيه يعتبر تزكية للعقل، غير أن أعداء الإنسان أو الحياه بأكملها أو صاحب كل نفس خبيثه لا يريد الا أن يتعامل مع الشرور أو مسخ الفطره و تجهيل العقل.

فمسميات مراحل النمو الميلاد ثم تكوين الشخصيه ثم الإنتاج الشخصى ثم الانتقال الثانى، لكل مسمى من تلك المراحل بناءا على الأثر فى الحياه تعتبر دعائم هذا القانون الكونى ميلاد الحياه، و ذلك الفهم يجعلنا ننظر ببصيره الى الايه التى تقول ".... يخرج الحى من الميت .....".

و حتى لا نبتعد كثيرا عن الهدف الأساسي لسطور تلك المقاله و لكي أوضح الأساس الفكرى الذى سوف ننطلق منه، لتصبح جذور ما أقوله قويه تقف أمام عواصف المناقشات.

و اذا كان هناك وصفا لمجريات مراحل التعليم يخبرنا على أنه كان هناك تقدم وازدهار ثم أصبح التدهور و عدم الاضافه فهذا يجعلنا نقول بأن ذلك طبيعى والمشكله ليست فى تلك المراحل و لكن فى كيفيه التعامل معها و فهم متطلبات كل مرحله.

لأن الخلل فى ذلك يصعب الأمور و يزيد مدتها و لا يوجد تغيير أو خروج من تلك الدوامه التى تستنزف الوقت و الجهد و المال، ان ما نعيشه من تدهور حال المنظومه العلميه بأكملها هو الوصول بها الى مرحلة الانتقال الثانى، لكننا لم نفهم متطلبات تلك المرحله كي نتجاوزها، فبالعوده الى مراحل نمو النبات و خاصه مرحلة الانتقال نجد أنه بعد مرحلة الانتاج الشخصى و ما فيه من الحصاد و الذى يكون مرتبطا بالجهد المبذول فى الفتره التى قبلها من العنايه أثناء مرحلة الميلاد.

فان تحقيق الانتقال الثانى يعتمد على خصائص الإنتاج الذاتى لأنه هو الذى سيعيد الدوره مره اخرى بغرسه لينمو بمراحله المختلفه، لكن هناك عنصر آخر مهم ملازم لكل تلك المراحل و هى البيئه والتى تعنى ظروف المكان و الزمان و التى يجب أن تؤخذ فى الاعتبار فالمراحل ثابته لكن البيئه متغيره.

و هناك أمر آخر هو أن التعامل مع مفردات البيئه و كذلك الجهد المبذول من الاهتمام و العنايه طوال مراحل النمو يكونونان متغيران لأنها تعتمد على العوامل البشريه، و هنا يجب الوقوف لحظه لفهم ماهية النجاح و نهاية الانجاز فهما لا يتحققان الا لأمرين يجب الإنتباه لهما تماما.

و هما عمل ما يحب عليك و التوفيق الآلهى، أن فعل ما يجب عليك يتطلب فهم الأمر جيدا لما تريد الشروع فى فعله وتجميع كل ما يتعلق به من بيانات و معلومات ثم تبدأ فى التنفيذ لكن هذا لا يوجب النجاح بمفرده و إنما يتطلب أمر آخر وهو توفيق الله عز وجل و هذا يتحقق بالطاعات و التقرب إلى الله و الدعاء له و النيه وأن يكون غايه العمل صالحه و كذلك وسيلته ايضا.

فالانتقال الثانى يحدث فى القانون الكونى لميلاد الحياه بعد مراحل تاديه الرساله ولهذا فلابد من حصر النماذج المميزه من حصاد التعليم فى السنين السابقه ثم البدء بهم فى ميلاد منظومه جديده للتعليم مع مراعاة البيئه و اعتبار أحوال الزمان والمكان.

ان استلهام النماذج الناجحه فى كل مكان قد يحقق إنجازا، وهذا أمر جيد يستنبط منه ادوات لكيفيه اعداد المكان فى البيئه و كذلك فهم تعاملهم مع وجوب الزمن، و ليس تطبيق التجربه بحذافيرها فهذا سيؤدى إلى الفشل، و البيئه فى مدارسنا قديما كانت تقسم الى فصول بها ادراج ذات ترتيب معين تحقق التعليم بالتلقين و الحفظ.

لكن هذا لم يعد صالحا لأن سبل الوصول إلى المعلومه أصبحت كثيره و متاحه ولهذا لابد و أن تؤسس الفصول لتحقق التعليم بالنقاش و العصف الذهنى و اعداد التجارب و اعداد النماذج و إجراء المحاكاه، كما ان الهدف من التعليم قديما كان كان ينحصر فى حدود الحاضر أما متطلبات ذلك العصر فإنه يتطلب تعليم يتعامل مع المستقبل.

و قديما كان التعليم يهتم باستغلال موارد الكون لكن فى هذا العصر اصبحنا نهتم باكتشاف موارد جديده لتلبيه احتياجات الزياده السكانيه فى العالم، ومطلوب من التعليم فى ذلك العصر اقتحام عالم مكونات السماء أكثر وعالم البحار والمحيطات وعالم الأرض الذى ما زال المجهول فيهم كثير.

ان البيئه العلميه كما ذكرنا يجب ان يراعى فيها ظروف المكان و الزمان، ولابد من توفير المكتبات و التى أصبحت رقميه و هذا جيد للاطلاع على علوم ما سبق وحجم الانجاز و تحديد وجهه الانطلاق و لابد من توفير المعامل و إتاحة الادوات والاجهزه و برامج التحليل.

و هذا جيد لزيادة مساحه الإدراك و ايضا التوسع فى مراكز التدريب لإعداد جيل قادر على غزو المجهول لتحقيق الذات و الوصول إلى الحقيقة، فالبيئه هى الظروف الملائمة لتحقيق ميلاد الحياه و استمرار النمو.

وإدراك أن موجودات الكون مترابطه مع بعضها البعض و ان اى حدث يتم فعله يؤثر فى باقى الموجودات بصوره أو بأخرى وكل تفكير يراعي هذه النظره سيؤدى إلى محظوظين الأثر المكانى والزمانى، و كلما زادت مساحة الإدراك كان مستوى الفهم أعمق و اصبحت الصوره اوضح.

ا.د. مصطفى سعيد برسيم

رئيس قسم الاستكشاف الجيوفيزيائى

مركز بحوث الصحراء



Italian Trulli