دور الأساليب الاتصالية الرقمية للعلاقات العامة في تشجيع الاستثمار الأجنبي في مصر

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
”جانتس” يمهل نتنياهو 3 أسابيع لوضع ”خطة ما بعد الحرب” على غزة.. ويهدد بالانسحاب من الكابينيت متحدث جيش الاحتلال : مهمتنا الأساسية الآن إعادة الـ128 محتجزًا في قطاع غزة نهائي دوري أبطال أفريقيا.. تشكيل الترجي أمام الأهلي زعيم المعارضة الإسرائيلي يدعو جانتس إلى الاستقالة من ”كابينيت الحرب” نهائي دوري أبطال إفريقيا.. تشكيل هجوومي للأهلي في مواجهة الترجي عضو منظمة التحرير : الرصيف البحري العائم نواة قاعدة عسكرية أمريكية حزب ”المصريين”: الدعم المصري للقضية الفلسطينية لا يقتصر على الجانب السياسي فقط جيش الاحتلال الإسرائيلي يقرر إخلاء سكان بعض مناطق شمال غزة نهائي دوري أبطال أفريقيا.. غرفة ملابس الأهلي في ملعب رادس ”صور” نهائي دوري أبطال أفريقيا.. الأهلي يتوجه إلى ملعب ”رادس” لمواجهة الترجي ”صور” محلل سياسى: إسرائيل لن تستطيع القضاء على المقاومة رسميًا.. دي زيربي يرحل عن تدريب برايتون

تقارير وتحقيقات

دراسة تحليلية

دور الأساليب الاتصالية الرقمية للعلاقات العامة في تشجيع الاستثمار الأجنبي في مصر

الباحثة أسماء عبد العظيم محمد
الباحثة أسماء عبد العظيم محمد

حصلت الباحثة أسماء عبد العظيم محمد على درجة الماجستير بتقديرممتاز في رسالة بعنوان "دور الأساليب الاتصالية الرقمية للعلاقات العامة في تشجيع الاستثمار الأجنبي في مصر دراسة تحليلية "

ملخص

شهد العالم تطورات متتالية وسريعة في ميدان تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، وأصبح عصرنا يعرف بعصرالمعرفة ، مما ترك تأثيرًا واضحًا على العلاقات العامة، وبناء عليه فقد ظهر الكثير من المفاهيم الجديدة التي بدأت تدخل إلي الخدمة، والتي أصبح لها تأثير كبير على طريقة عمل العلاقات العامة، ومن هذه المفاهيم: الإنترنت، البريد الإلكتروني؛ المجموعات الإخبارية، المواقع الإلكترونية، المدونات، وغيرها من المفاهيم.

وقد تأثرت الأساليب الاتصالية التى تتبناها العلاقات العامة الحكومية كغيرها فى توظيف واستخدام وسائل وأدوات الاتصال التى فرضتها تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى وتعد المواقع والصفحات الرسمية للمؤسسات والوزارات الحكومية أحد أهم تلك الأدوات، إذ أصبحت منصات تفاعلية رسمية تستخدمها تلك المؤسسات كأداه لممارسة الأساليب الاتصالية للعلاقات العامة، لما تتيحه من تقنيات حديثة تمكنهم من نشر المعلومات وخطط الدولة بأقل التكاليف وأسرع الطرق عبر مواقعها الإلكترونية وصفحاتها الرسمية على شبكة الويب.

ويتحدد دور إدارة العلاقات العامة بالمؤسسات الحكومية المعنية بملف الاستثمار الأجنبي في مصر في السيطرة الفعالة على تدفق المعلومات وتقديم الخدمات للمستثمر الأجنبي وأصحاب المصلحة

ومن هنا تاتى الدراسة لتحاول معرفة ورصد الاساليب الاتصالية المستخدمة علي المواقع والصفحات للمؤسسات محل الدراسة وتقديم التوصيات الى الجهات المعنية بما يعود بالنفع عليها ويسهم فى تحقيق رؤية الدول الاستثمارية ويخدم ملف الاستثمار الاجنبي ويدفع بعجلة الاقتصاد المصري لتحقيق التنمية الاقتصادية

لذا ، تتمثل المشكلة البحثية، في: دراسة وتحليل ورصد للأساليب الاتصالية الرقمية المستخدمة بالمواقع الالكترونية وصفحات الفيس بوك للمؤسسات الحكومية- محل الدراسة-وأهميتها في إمداد جمهور المستثمرين المحليين بصفة عامة والاجانب بصفة خاصة بالمعلومات والخدمات خلال الفترة الزمنية للدراسة وذلك من خلال تحليل المواد والموضوعات المنشورة في مواقع المؤسسات الحكومية- محل الدراسة- وصفحاتهاالرسمية علي شبكة الويب وقياس مدي كفاءة الموقع الإلكتروني والصفحات للقيام بالدورالاتصالي الفعال لتشجيع الاستثمارالأجنبي ودعم خطط الدوله الاستثمارية.

تستهدف الدراسة الإجابة علي العديد من التساؤلات منها :

  1. ما أهم الأساليب الاتصالية الرقمية التي تستخدمها المؤسسات الحكومية عبر صفحاتها وموقعها الإلكتروني؟
  2. كيف توظف المؤسسات الحكومية صفحاتها وموقعها الالكتروني كأداه اتصالية في سياق مبادئ نظريه الاتصال الحواري؟
  3. ما أهم الوسائط المتعددة وأدوات التفاعل التي توفرت في منشورات صفحات ومواقع المؤسسات الحكومية- محل الدراسة؟
  4. ما مستوي التفاعلية للجمهور مع المنشورات في صفحات المؤسسات الحكومية وموقعها الإلكتروني؟

وتنتمى هذه الدراسة الحالية الى حقل الدراسات الوصفية التحليلة، كما تعتمد هذه الدراسة على منهج المسح الإعلامي وذلك بأسلوب المسح بالعينة، حيث تم مسح المضمون الإخباري لمواقع وصفحات المؤسسات الحكومية - عينة الدراسة - والعناصر البنائية الإلكترونية لتلك المواقع والصفحات وكيفية تأثيردور الأساليب الاتصالية المستخدمة فيها على تشجيع الاستثمار الأجنبي في مصر .

وتم تطبيق الدراسة التحليلية طبقًا لنتائج الدراسة الاستطلاعية لمواقع الويب وصفحات الفيس بوك التابعة للمؤسسات الحكومية محل الدراسة، وهم الموقع الإلكتروني وصفحة الفيس لكلا من مجلس الوزراء والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة،وذلك لاهتمامهم بملف الاستثماربوجه عام. وفي هذه الدراسة تم استخدام أداة تحليل المضمون لتحليل شكل ومضمون الأساليب الاتصالية الرقمية المنشورة في مواقع وصفحات المؤسسات الحكومية – محل الدراسة – عبر مواقعها وصفحاتها على شبكة الويب.

قامت الباحثة بتصميم استمارتي تحليل مضمون احداهما للمواقع والاخري للصفحات حيث بلغ اجمالى المواد الاخبارية المنشورة والتي تم تحليلها بالمواقع (170) مادة اخبارية ،و اجمالى المواد الاخبارية المنشورة بالصفحات (200 ) مادة اخبارية تم تحليل مضمونها .

وتستند هذه الدراسة علي نظرية الاتصال الحواري ونموذج رولر كإطار نظري يُمكن من خلاله التعرف على الأساليب الاتصالية التي استخدمتها المؤسسات الحكومية للتواصل مع الجمهور المستهدف عبرمواقعها الإلكترونية و صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي والاستراتيجيات الاتصالية المستخدمة وذلك من خلال التعرف على طبيعة الرسائل الاتصالية التي يتم نشرها والكشف عن أهم الأدوات والاشكال الاتصالية المستخدمة في نقل هذه الرسائل بالاضافة الي معرفة آليات توظيف الأساليب الاتصالية الرقمية للعلاقات العامة في سياق مبادئ نظرية الحوار.

وقد توصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج والتي يمكن تلخيصها فيما يلي :

  1. استطاعت المؤسستان (الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة- مجلس الوزراء) توظيف الموقع الإلكتروني الخاص بكل منهما في توفير المعلومات المفيدة للمستخدمين، لاسيما المستثمرين على اختلاف جنسياتهم (أجنبي- مصري)، ويلاحظ تفوق الموقع الإلكتروني لهيئة الاستثمار على موقع مجلس الوزراء في هذه الفئة.
  2. تفوق موقع هيئة الاستثمار على موقع مجلس الوزراء في عنصري (استخدام موقع الهيئة للغة أجنبية بالإضافة للغة العربية)، و(توفير قسم خاص لمساعدة المستخدمين لدى موقع الهيئة)، وهو الأمر الذي لم يتوفر في موقع مجلس الوزراء.
  3. لم يُوفَق الموقعان في توفير عناصر المحافظة على الزوار، وبالأخص في جزئية توفير إمكانية اشتراك المستخدم في الحصول على معلومات منتظمة من المؤسسة، وهو ما يجعل التواصل بين الموقع والمستخدم غير منتظم بدوره، وربما ينقطع عنه تمامًا لعدم وجود تواصل من جانب الموقع مع المستخدمين.
  4. تفوق موقع الهيئة على موقع مجلس الوزراء في توفير عناصر معاودة الزيارة، حيث قام موقع الهيئة بتوفير قسم خاص للأسئلة الشائعة والرد عليها، وتقويم خاص بالأحداث والفعاليات التي تنظمها الهيئة أو تشارك بها، الأمران اللذان لم يتوفرا في موقع مجلس الوزراء.
  5. لم تتمكن المؤسستان من توظيف الأدوات التفاعلية الحوارية من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بكل منهما بشكل مثالي، وبالأخص في الجزء الخاص بعمل استطلاعات للرأي أو تصويت على القضايا المهمة، أو توفير منتديات تفاعلية بين المستخدمين وإدارة الموقع لنقل التجارب والإجابة عن الاستفسارات بشكل أكثر تفاعلية.
  6. جاء موضوع (جهود الدولة لدفع ملف الاستثمار الأجنبي) في المرتبة الأولى بين موضوعات الاستثمار الأجنبي في مصر على المواقع الإلكترونية، يليه (تهيئة ودعم مناخ الاستثمار في مصر)، ثم (المؤتمرات والزيارات مع المستثمرين الأجانب)، وجاء (تشجيع أصحاب رؤوس الأموال الأجنبية) في المرتبة الرابعة.
  7. جاء أسلوب (عروض وتسهيلات تقدمها الدولة للمستثمر الأجنبي) في المرتبة الأولى بين أساليب تشجيع المستثمر الأجنبي التي تعرضها المواقع الإلكترونية، يليه (فوائد تعود على المستثمر الأجنبي من الاستثمار في مصر)، ثم (عرض تجارب الآخرين من المستثمرين الأجانب)، وأخيرًا جاءت المواد المنشورة بدون أساليب للجذب (لا يوجد).
  8. استخدمت مواقع الدراسة استراتيجية (الإعلام) في كل المواد المنشورة بها، حيث جاءت في المرتبة الأولى بين الاستراتيجيات الاتصالية المستخدمة في المواقع محل الدراسة بنسبة 100%، يليها (بناء الإجماع)، ثم (الإقناع والتفسير)، بينما لم يتم استخدام استراتيجية (الحوار) نهائيًا في المواقع عينة الدراسة طوال فترة التحليل.
  9. لم يتم تحديد المسئول عن النشر في صفحتي الفيس بوك الخاصة بالمواقع عينة الدراسة، وهو ما يؤثر على فكرة التفاعلية، إذ إنه من المفترض تحديد شخصية المسئول عن النشر، وتوفير وسيلة للتواصل به مباشرة من جانب المستخدمين.
  10. اشتملت صفحة هيئة الاستثمار على بعض التفاصيل والمعلومات حول الهيئة، الأمر الذي لم يتوفر لدى صفحة رئاسة مجلس الوزراء، والتي اكتفت بذكر أنها الصفحة الرسمية فقط.
  11. تفوقت صفحة رئاسة مجلس الوزراء على صفحة هيئة الاستثمار في عدد المتابعين، وربما يرجع ذلك لكون جمهور هيئة الاستثمار هو جمهور نوعي يهتم بنشاط الاستثمار، أما صفحة مجلس الوزراء فهي تتناول جميع الخدمات الحكومية الأخرى التي تخص المستثمر وغيره.
  12. غاب عن الصفحتين عينة الدراسة الاستفادة من توظيف خاصية الأسئلة الشائعة والإجابة عليها، بالرغم من توفير الفيس بوك لتلك الخاصية.
  13. تفوقت صفحة مجلس الوزراء على صفحة هيئة الاستثمار في انتظام عملية النشر والتحديث، وربنا يرجع ذلك لارتباط عملية النشر بتوافر معلومات وموضوعات جديدة، وهو الأمر الذي قد لا يتوفر لهيئة الاستثمار بحكم النشاط النوعي الخاص بها، على خلاف صفحة مجلس الوزراء، والتي تتناول العديد من الأنشطة المختلفة، مما يوفر كمًا غزيرًا من المعلومات القابلة للنشر على مدار اليوم.
  14. يلاحظ عدم استغلال الصفحتين للإمكانيات التفاعلية المتاحة استغلالًا كاملًا، فلم يتم التفاعل عبر الماسنجر في التواصل مع المستخدمين، كما أن المحررين لا يقومون بالرد على تعليقات المستخدمين، ولكن تميزت صفحة هيئة الاستثمار بتوفير رد يطلب من المستخدم تعريف نفسه وكتابة رقمه الخاص بحيث يتم التواصل به مباشرة من جانب الهيئة، وتميزت صفحة مجلس الوزراء بالتفاعل مع المستخدمين عن طريق الإعجاب "اللايك"، وهو ما يعد غير كافيًا في كلتا الصفحتين.
  15. جاء موضوع (تهيئة ودعم مناخ الاستثمار في مصر) في المرتبة الأولى بين موضوعات الاستثمار الأجنبي المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي، يليه (جهود الدولة لدفع ملف الاستثمار الأجنبي)، ثم (تشجيع أصحاب رؤوس الأموال الأجنبية)، وجاء (المؤتمرات والزيارات مع المستثمرين الاجانب) في المرتبة الرابعة.
  16. جاء أسلوب (عروض وتسهيلات تقدمها الدولة للمستثمر الأجنبي) في المرتبة الأولى بين أساليب تشجيع المستثمر الأجنبي التي تستخدمها الصفحات، يليه (فوائد تعود على المستثمر الأجنبي من الاستثمار في مصر)، ثم (عرض تجارب الآخرين من المستثمرين الأجانب) في المرتبة الثالثة والأخيرة.
  17. جاءت (الشركات الأجنبية) في المرتبة الأولى بين فئات الجمهور المستهدفة من المنشورات على الصفحات، يليها (المستثمر العربي) و(المستثمر الأجنبي)، ثم جاءت (وسائل الإعلام) في المرتبة الثالثة والأخيرة.
  18. جاء الأسلوب (الموضوعي) في المرتبة الأولى بين أساليب المعالجة المستخدمة في موضوعات الاستثمار الأجنبي في مصر على الصفحات، يليها (الدعائي)، ثم (التحليلي)، ثم (التحفيزي) في المرتبة الرابعة.

جاء الهدف (الإخباري) في المرتبة الأولى بين أهداف المنشورات على الصفحات، ثم (الدعائي)، وأخيرًا جاء (الدعم والتأييد).

بناء على النتائج السابقة، يمكن الخروج بعدد من المقترحات التي تساعد على تحسين كفاءة الموقع الإلكتروني والصفحة الرسمية للمؤسسات الحكومية بما يساعد على الاتصال الفعال بين المؤسسة وجمهورها ودعم خطط الدولة الاستثمارية:

  1. يجب على المؤسسات الاهتمام بعنصر التفاعلية مع المستخدمين، من خلال توفير أدوات الاتصال التي توفرها المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل البريد الإلكتروني والماسنجر والدردشة والمنتديات، وتوفير الأسئلة الشائعة.
  2. من الأهمية بمكان تحديد شخصيات القائمين بالاتصال في المؤسسات الحكومية، ليتسنى للباحثين التواصل معهم والاستفسار منهم بشكل مباشر.
  3. ضرورة أن يتوافر موقع رئاسة مجلس الوزراء بعدة لغات أجنبية بجانب اللغة العربية، ليتمكن المستثمر الأجنبي من متابعة أداء الحكومة المصرية ويشعر بالثقة حيال الاستثمار في مصر.
  4. توفير خط ساخن للمستثمرين، يمكن من خلاله التواصل بشكل سريع مع الجهات المعنية في مصر للإجابة عن التساؤلات وحل المشكلات، مع تدريب الموظفين المسئولين عن الرد بشكل احترافي.
  5. توفير دورات تدريبية عالية المستوى للعاملين بإدارة الإعلام والاتصال والعلاقات العامة بهيئة الاستثمار ومجلس الوزراء وجميع الهيئات والوزارات المعنية بالتعامل مع المستثمر الأجنبي، لضمان تقديم خدمة متميزة.
  6. العمل على عرض المزيد من النماذج الناجحة من المستثمرين الحاليين من خلال المنصات الرقمية للمؤسسات الحكومية، تحفيزًا للمستثمرين المرتقبين.
  7. ضرورة اهتمام محرري الصفحات والمواقع الإلكترونية بالتعليقات والرسائل التي تصل إليهم من المستخدمين بشكل عام والمستثمرين بشكل خاص، والتعامل الفوري مع أية مشكلة والرد السريع على أي استفسار.

تشكلت لجنة الإشراف والمناقشة من :- الأستاذ الدكتور/ دينا أحمد على عرابي أستاذ العلاقات العامة والإعلان كلية الاعلام- جامعة القاهرة،(مناقشا ورئسا والأستاذ الدكتور/ أمانى ألبرت أديب أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة بنى سويف (مناقشا) ،الأستاذة الدكتورة/ وفاء صلاح عبد الرحمن أستاذ العلاقات العامة والإعلان المساعد بكلية الآداب جامعة الزقازيق،(مشرفا )



Italian Trulli