الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما بعد

نحن الآن أمام موقف عظيم يتنزل ملك الملوك ربنا سبحانه وتعالي تنزلا يليق بمقامه وجلاله فينظر الي أهل عرفات اللهم اكتبنا معهم هذا العام برحمتك و ارزقنا أن نكون هناك جميعا العام المقبل أن شاء الله

فينظر ربنا سبحانه نظره تباهي بأهل عرفات و يسأل الملائكة – وهو أعلم فهو علام الغيوب يعلم ما كان ومالم يكن لو كان كيف يكون – لماذا جاء هؤلاء

فيرد الملائكة: هم عبادك جاؤك شعثا غبرا – شعرهم متأثر برحله السفر للحج وتأثر جسمهم بهذه الرحله المباركه –

فيرد ربنا : اشهدكم يا ملائكتي اني قد غفرت لهم

ففي هذا الموقف الذي نشتاق أن نكون من أهله يوما قريبا ان شاء الله

نتسائل لماذا يتباهي الله ببعض البشر أمام الملائكه

مع العلم وكما هو معلوم أن الملائكة دائما مشغولون بطاعة الله فمنهم الساجد سنين طويله فلا يتعب من طول السجود لله

ومنهم الذاكر لله و غيرها من العبادات فنعرف ان الملائكة لا يتعبون من طاعه الله ولا يشغلهم اي شيء بمعني اي شيء عن طاعه الله

فلماذا ؟

فهل نحن افضل ام الملائكه افضل ؟

فلو نظرنا الي حالنا و حال الملائكه نقول إن الملائكة افضل كما ذكرنا منذ قليل

ولكن هناك أمر يخفي عليك

وهو أن الملائكة لا يشعرون باي رغبه لاي معصيه أو ذنب فلا توجد عندهم غرائز أو شهوات او وساوس شيطانيه او وساوس من البشر

فلذلك نقول إن حال البشر الطائعين لله سبحانه افضل حالا من الملائكة لأن الطائعين لله أصبحوا افضل من الملائكة لانهم قاوموا الشهوات والغرائز البشريه وطابت أنفسهم ففازوا

فنسأل الله سبحانه أن يبعد عنا أهل المعاصي والذنوب و أن يرزقنا الصواب في القول و العمل اللهم امين

الشيخ: محمد مصطفي أحمد

باحث دكتوراة في الشريعة الاسلامية

[email protected]