عندما قام محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة بإنشاء جيشا وطنيا مطلع القرن التاسع عشر، اعتمد علي شراء السفن من أوربا ، لتكون نواة للبحرية المصرية التي كونها لتكون طليعة قواته في كل في غزواته التي امتدت لتشمل بلاد الشام وارض الحجاز. فامر ببناء أول ترسانة بحرية بالإسكندرية عام 1829 تحت اشراف المهندس الفرنسي سريزي، لتتولي مهمة إعادة بناء الأسطول المصري على الأنماط الأوروبية الحديثة، حيث بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت في تلك الترسانة حتى عام 1837 نحو 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة. كل منها مسلح بمائة مدفع، مما جعل مصر تستغني عن شراء السفن من الخارج، وحرض محمد على التطوير المستمر لتلك الترسانة بزياراته المتكررة لها ، لشحذ همم العمال علي الإبداع وتطوير السفن المصرية الصنع، وكان حريصا علي حضور تدشين السفن الجديدة قبل أن يفقد سيطرته علي الأمور في أواخر عهده. وجاء تدشين الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الغواصة الالمانية ( 209/1400) من طراز اس 43 بالقاعدة البحرية براس التين بالاسكندرية الأسبوع الماضي لتعيد الأمل للمصريين في امتلاك سلاح بحري قوي قادر علي ردع اي عدوان خارجي ومواجهة التحديات التي تحيط بمصر من كل جانب. وكان أهم ما اسعدني في ذلك الحدث السعيد قيام الوزير بتدشين الفرقاطة " الشبحية" مصرية الصنع وهي ثالث فرقاطة يتم بناؤها بسواعد مصرية بالتعاون مع الشركة الفرنسية "نافال جروب"، حيث اعادت لي الأمل في امتلاك مصر لترسانة بحرية قادرة علي انتاج قطعا بحرية عالية المستوي. ان الأهمية الإستراتيجية لشركة ترسانة الإسكندرية فى مجال الصناعات الثقيلة، مسالة حياة او موت للمصريين، وهي احدي نتاج الطفره الصناعية التى تحققت خلال الفترة الماضية نتيجة تفعيل برامج التصنيع المشترك وتوطين تكنولوجيا بناء السفن، بالتوازي مع وجود أعلى مستويات مراقبة لجودة الصناعة بالتعاون مع ترسانات البناء العالمية . ومن المؤكد أن استمرار تطوير وتحديث الأسطول البحرى المصرى لتعزيز الأمن والإستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ودعم قدرتنا على مواجهة التحديات والمخاطر التى تشهدها المنطقة، لاسيما وان قواتنا البحرية لم تكن غافلة عن إعداد وتأهيل كوادر شابة على أعلى مستوى لقيادة تلك القطع البحرية. تحية اعزاز وتقدير لكل ضباط وجندي من قواتنا البحرية الذين يصارعون الوقت لاكتساب أعلي المهارات اللازمة لتامين سلامة الملاحة البحرية في مياههنا الاقليمية وتحية خاصة للنشات المرور الساحلية ولنشات قتال الوحدات الخاصة القادرة علي التعامل الفوري مع التحديات التي تواجه مشروعات التنمية في مصر.